رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

(فاسداً) وإن لم يسرق المال العام أو يرتشي !؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لو سألت أحدهم ما الصفات والمزايا التي يتعين أن يتمتع بها المسؤول أو المدير المتنفذ كي نُطلق عليه نزيهاً ؟ لأجابك على الفور ودون تردد : الذي لا يسرق ولا يختلس ولا يرتشي وربما اختزلها بالقول : الذي سيرته ناصعة البياض فلم يمس قط أنملة من المال العام أقول : كل تلك المزايا وكف اليد لا تجعله يستحق صفة النزاهة لا بل يجب ألا تشفع له أو تُزكيه لهذه المكانة الرفيعة !؟ وإن كانت تلك الصفات من أبجديات النزاهة وأهم أركانها لكن ثمة أمور إدارية (صرفة) تجعل هذا المدير أو ذاك المسؤول أبعد ما يكونوا عن النزاهة بل قد يجدوا أنفسهم من حيث يدركون أو لا يستشعرون غارقون في مُستنقع الفساد !؟ فالتعسف والمحسوبيات والمناطقية لجهة موظفيه قد تُشيع الفوضى وربما تُنذر بالتسيب والفساد لجهة منظومة العمل فالمدير الذي يُحابي موظف غير جدير ويضعه في موقع لا يستحقه يُثير حفيظة وربما سخط ونقمة زملائه الأكثر جدارة واستحقاقاً وفي السياق ترقية موظف وتفضيله على غيره المستحق لدواعي المحسوبية البغيضة وغيرها الكثير من الممارسات المغلوطة والمُجحفة والباعثة للغُبن تُفضي للفساد الإداري و من غير المُستبعد بل من المُرجح قد تؤدي للفساد المالي من رشاوى واختلاسات وغيرها ! وهذا يُعيدنا للقول : بأن ليس كل مدير أو مسؤول لا يسرق أو يرتشي هو بالضرورة نزيهاً ومُخلصاً ! فالمدير من هذا النوع يُهيء البيئة والأرضية الخصبة للفساد بأشكاله وتضاعيفه أو إن جاز الوصف (يُفرخ) مُفسدين وتحديداً ضعاف النفوس والذين هم أصلاً لديهم كوامن الفساد !؟ إلى ذلك فهؤلاء المديرون هم زمر الفُساد الحقيقيون وعزاؤنا لجهة عيون الرقابة ومحاربة الفساد والتي لن تتوانى بتعريتهم واجتثاثهم وإن تدثروا بغطاء نصاعة (بياض اليد).

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up